الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

خفايا غياب المذيع القطري عن المحطات المحلية

أبرزها ضعف الدخل المادي والعامل الاجتماعي


غياب الوجوه المحلية يدفع المشاهد للهروب إلى محطات أخرى

جبر صالح: العمل في المؤسسات الإعلامية لا يرضي طموحات الشباب المالية

سعد بورشيد: العمل الإعلامي يقدم خيارات كثيرة وضعف الرغبة أهم المعوقات



كتب : علي بدور.. يُشكل غياب المذيع القطري عن المحطات المحلية ظاهرة يقف عندها الكثير من المشاهدين والمستعمين بالتساؤل, معتبرين أن هذا الغياب يفقد محطاتنا المحلية هويتها الوطنية ,مستذكرين في الوقت نفسه أسماء قطرية لمعت في الإذاعة التلفزيون في انطلاقتها الأولى منها على سبيل الذكر غازي حسين وحسن رشيد وغيرهما.



صفحة الإذاعة والتلفزيون في جرية الراية توجهت بالسؤال إلى بعض المذيعين القطريين الحاليين عن رأيهم في عزوف الجيل الجديد عن العمل في هذا المجال حيث ركزت الأراء على أن غياب الحافز المادي والتشجيع هو الذي يجعل الكثير من الكوادر القطرية يبتعد عن العمل الإذاعي أو التلفزيوني.


إلى جانب أن ظروف العمل في الإذاعة والتلفزيون تختلف عن العمل في المؤسسات الأخرى. فعمل المذيع عمل شاق ويعتمد على الكفاءة والقدرة وأيضًا الرغبة الصادقة في العمل، ونحن في مجتمع صغير في قطر مقارنة مع مجتمعات أخرى, مؤكدين في الوقت نفسه على وجود الكثير من المواهب القطرية الشابة التي لديها كل المؤهلات والخبرات ولكن ما سبق ذكره يمنعها من دخول هذا المجال والتوجه إلى مجال آخر يحقق لهم دخلًا أفضل حسب رأيهم.


المذيع القطري "جبر صالح" يرى أن هناك سببًا قديمًا وواضحًا في عزوف القطريين عن العمل في هذا المجال، وهو أن المجال الإذاعي غير مرحب فيه في ظل العادات والتقاليد التي يعيشها المجتمع القطري ومع ذلك بدأنا نرى وجوها قطرية جديدة تخطت هذا العائق, وأضاف إن الشباب القطري يرى أن العمل في المؤسسات الإعلامية لا يرضي طموحهم المستقبلي من ناحية الرواتب والمكافآت, فالمحطات الإذاعية والتلفزيونية ليست المكان المناسب لتحقيق دخل مادي مرتفع والعمل فيها هواية وهذا بحد ذاته يساعد العاملين بهذا القطاع على تخطي كافة الصعاب.


وقال أنا كخريج جامعي قطري دخلت هذا المجال نتيجة لمحبتي لهذا العمل بالرغم من أن الرواتب كانت ضعيفة وكان بإمكاني العمل بقطاعات أخرى وبراتب أفضل ولكن محبتي للمهنة ساعدتني على الاستمرار والنجاح.


وينصح جبر صالح أصحاب المواهب إلى المبادرة وعدم الركون إلى مقولة إن هذا المجال صعب والاستسلام لهذه الفكرة المخيفة والتي قد يسمعها من صديق أو قريب حتى ولو كان هذا القريب أو الصديق يعمل في المجال الإعلامي, بل عليه التجربة بنفسه والحكم على هذه المهنة من خلال تجربته الشخصية.


وأكد جبر أن الباب مفتوح للقطرين العمل في هذا المجال, مطالبًا بزيادة جرعة الإعلانات التشجيعية للشباب القطري وعمل دورات داخل تلك المحطات تمكنهم من الاختلاط بعالم الإذاعة والتلفزيون وكسر حاجز الخوف وبعدها يمكن لتلك المواهب أن تتخذ قرارها بهذا الخصوص.


من جهته يرى الإعلامي القطري "سعد بورشيد" مقدم برنامج حديث المجالس "أن سبب إحجام الجيل الشاب عن العمل في هذا المجال يعود إلى عدم وجود رغبة شخصية لديهم في ظل تنوع الخيارات المتاحة أمام خريجي الثانوية, وبالتالي لا يوجد هناك مشكلة من حيث الرواتب أو المميزات, بل العكس فإن العمل الإعلامي يقدم فرصة كبيرة وواسعة لمن يدخله للعمل سواء محليًا أو من خلال التعاقد مع فضائيات أخرى في ظل هذا الفضاء الإعلامي المفتوح.


وأضاف: إن خطة التطوير الإعلامي التي تشجع عليه المؤسسة القطرية للإعلم سوف تضيف الكثير من الوجوه القطرية الشابة للعمل في القطاع الإعلامي, مؤكدًا مرة أخرى أن العمل الإعلامي عمل صعب وهو ما قد يدفع بالبعض للابتعاد عنه.


ويضيف بورشيد إن قناة الريان مثلًا نجحت في استقطاب الكثير من الوجوه القطرية الشابة, كما أنه من المتوقع أن يكون نفس الأمر في تلفزيون قطر وهو ما تعمل عليه لجنة التطوير, متوجها بالنصيحة للشباب القطري بضرورة خوض غمار هذا التجربة لأن العمل الإعلامي واسع ومتحرك وممتع ومغري والدخل المادي فيه جيد وهو قطاع له مستقبل زاهر ويتمتع بالاستمراية في العطاء ولا يقف عن حد معين.


"نايف الشمري" أحد الشباب القطريين خريجي قسم الإعلام بجامعة قطر دخل المجال الصحفي ليكمل بعده الماجتسير ويعمل حاليًا صحفي في إحدى المؤسسات الحكومية يقول: إن أبرز المعوقات التي تمنعه من العمل في هذا المجال هي ضعف الرواتب والمميزات مقارنة مع عمله الحالي, ويشير إلى أنه كصاحب أسرة يحث عن الاستقرار الوظيفي والدخل الذي يمكنه من إعالة أسرته, هذا بالإضافة إلى الجانب الاجتماعي الذي يمنع الكثير من الخبرات وأصحاب المؤهلات من دخول هذا القطاع.


ويرى نايف أن غياب العنصر القطري في هذا المجال يفقد محطاتنا هويتها الوطنية, مطالبا في الوقت نفسه بضرورة التواصل مع الشباب القطريين من إعلاميين وكتاب والذين يعدون إضافة قوية في إعداد بعض البرامج بأفكارهم وتقديمها بما يتناسب مع الهوية القطرية, نافيًا نظرية عدم وجود عدد كاف من تلك الخبرات وإنما المشكلة في عدم وجود الدعم الكافي للمواطن القطري, ويقول نسمع من البعض مقولة أن الشباب القطري عازف عن العمل في تلفزيون قطر ولكن الحقيقة ليست في العزوف وإنما في عدم الاحتواء والدعم للشباب القطري وهذا يظهر واضحًا من خلال البرامج التي تقدم على المحطات القطرية.


من جهته قال الكاتب والإعلامي القطري "محمد جاسم الجاسم" إن من يسمع أو يشاهد محطاتنا المحلية هذه الأيام يكتشف أن هناك غيابًا وقلة لوجود المذيع القطري، وقد تكون هناك أسباب كثيرة للعزوف عن هذا العمل منها مادية وأخرى قلة وجود المواهب لهذه المهنة لأن عمل المذيع ليس بالعمل السهل، فالموهبة هي الأساس في عمل المذيع أولاً وحب المهنة ثانياً فمن لديه الاثنان بالإضافة إلى الإبداع يصبح مذيعاً ناجحاً ويصل إلى قلوب الناس بسهولة.


ويضيف: إن المذيع سلعة صعبة ونادرة وليس كل من جلس وراء الميكروفون أو الشاشة أصبح مذيعاً ناجحاً ولقد يحزننا جداً انتقال الأصوات القطرية من الإذاعة. فأين عبد العزيز محمد الذي اختفى فجأة ؟ والدكتورة إلهام بدر الصوت النسائي القطري الناجح الذي غاب عن المستمعين.


إننا نتمنى دراسة أوضاع القطريين في المؤسسة القطرية للإعلام ودعمهم وتشجيعهم وعدم الإفراط بهم لأنهم عملة نادرة.


ويتذكر محمد جاسم بعض المذيعين القطريين الذين أغنوا إذاعة قطر منذ انطلاقتها ومنهم على سبيل المثال لا الحصر غازي حسين وحسن رشيد اللذيَن ظهرا مع بداية انطلاق الإذاعة في أواخر الستينيات وجاءت شهرتهما من خلال برنامج مساكم الله بالخير وأتمنى عودة غازي إلى ميكرفون الإذاعة ليمتعنا بصوته وخصوصاً في نشرات الأخبار.


كذلك المذيع المرحوم فوزي الخميس صاحب البرامج الناجحة في إذاعة قطر، والمذيعة عائشة حسن صاحبة الصوت الدافئ في برنامجها اليومي الناجح مع الأسرة، وكذلك أمينة محمد فقد كانت أم الأطفال في برنامجها مع الأطفال وكذلك هناك المذيع محمد المعضادي وآخرون.


واختتم بأن اختفاء المذيعين والمذيعات القطريين والقطريات أدى في النهاية إلى هروب المشاهد القطري من الشاشة القطرية إلى الفضائيات الأخرى.



الراية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق